كمال عميرة



*كان نبضا.. ثم ارتقى* *
بقلم/كمال عميره/الجزائر
الجزء/31.
مرحبا يا لهفتي… انا كمال.. هل تذكرينني ؟
اتحدث إليك من أنين الامكنة.. فالوقت لم يعد وقتي.. وقد عبرتني الازمنة…
اجيئك فارغا مني.. ممتلئا بظني.. حيث لا حظ مضاء سوى الفراغ.
تعالي نذهب إلى عنترة… علّه يخبرنا كيف كافح من اجل حريته… وكيف نزّف من أجل حبه..
تعالي نذهب لأمير الصحراء. علّه يخبرنا لما صارت الزنابق. محشوّة بالبنادق.. ؟
ولما صارت ممراتنا ابحار في بُعدٍ تخترقه علي حين غفلة كل انواع الصواعق ..؟
ونحن ما امسكنا سوى بهمس الليل.. ما اهدينا للمدى سوى حرقة احرفٍ تمادّت فينا ربيعا مخضرّا.
فلما نذهب صوب موتنا. ؟
خارجين من الذكرى. ببلاهة كامله لما تنتحر عصافير فجرنا في أزمنة الوجع ..ولما علينا أن. نلّوك الكلام فخاخا وضجيجا خامدا.. ؟؟
مرحبا يا لهفتي..
كمال يحييك… فهل تذكرين كيف حامت الفراشات في غابات القلب.. فاخرجتنا موّجا عاصفا في مرايا الرّياح.. كيف اينّعت فينا الاشجار والاطيار فتركنا للفلوات لهفة تترى.. واصابعنا اشارات دليل في اشراقة الصباح.. ؟؟
هذا انا…
لا زلت هنا. قابعا تحت غيومي.. وارفع عقيرتي بالغناء. أتلّهف ظل السحب الداكنه. ..وانادي… ايتها الرّجفة. اعطني بعضا من قسوتك.. علّني في قلبها أجد مأوى واعرف السرّ الغامض ..علَ حبك يكون عنوانا وأملا. لا منفى…
افتح بابا سرّيا للقادم.. اقبع فارغا من دمي. على رصيف مرّصع بالندى انظر في عيونك. ولا اعرفك.. افتح دروبا في العتّمة… واظل أحلم بإمرأة تطير الفراشات بين يديها تهدي للمدى نبضها وسيف الوقت فوق رأسي. وانا اكتب…. فقط أكتب..
أفتح بابا للنّور… اغلق نوافذ الحلم.. أتيه في سواحل القلب المسروقه.. واصرّخ في المصبّات.. أين عالمي.. ؟؟
السؤال المتوّرط يبحث دوما عن صرخه…
الكلمة العابرة في خيط النبض تبحث عن معنى
البحر يبحث عن شاطئ.. والحقل في مدّه الشاسع يبحث عن ازهار..
وانا اسقط في وجع الأحوال… اتخلّص منها وارحل فارغ اليدين نحو الفوضى.. فتعالي أيتها الفراشه.. فكّي عني كل الاغلال.. ودعيني في صوتي المحترق.. أختنق في شوارع المدن المتعبه.. او خذي بيدي نحو كل لغات البكاء.. كي يستقيم في ذاكرتي أنين هذا المساء..
اشتاقك…. وانتشل حطامي من بقاياك. ازرع حلما يضيئ العتمه وألملم اجزائي المكسورة ..ولا ادري اين المهرب منك.. الا. إليك… كانني استيقظ كل يوم على ايقاع وتر محمّل بلهفة لحياة ما عشتها بعد.. لنبضة حرف ما كتبتها. ولا لنغمة ما رتّلتها شفاهي .. امارس طقوس الحنين وفق ايقاعات تبدو غرائبية وتائهة.. ومنزوية في كثير من الاحيان.. واظل برغم ذلك اتمسك بكبرياء مزّيفه انني افضل واقرب واكثر رغبة في ان. نكون معا.. نحقن دوما نهاراتنا او ليالينا بلهفة الامل الجديد ..نهرع واثقين نحو آفاق جديده علَنا نرتاح من مخذر الوقت..
كل البدايات. صارت متشابهة. طالما تحمل في ثناياها نهايات موجعه.. وقاسية. لمن إمتلكوا ارواحا شفافه هشة.. قابلة للخذش…
افكر بكثير من الاستغراب. والصمت المطبق يستفزّني .. لما علينا تحمّل لعنة الزمن دوما.. ؟؟
لما نصطاد فراشات حرّة ملوّنة أبدعت في تحليقها فقط كي نشبع رغبة مجنونة بالإمتلاك…
اشعر. بحنين حارق… قاهر. وبائس..
احتاج ان تعودي اليّ الان….. أن تكسري. كل وجع يحيط قلبك…. احتاج نبضك الحقيقي …
احتاج ان نجتاز معا كل تلك الدروب المعتمة التي بسطت قوانينها في وجوهنا… وانا احاول فيها بكل قدرتي علي الركض ان تزهرّ نداءاتي بإسمك. كما دوما…. أن تضاء فضاءاتي بلهفتك. وحنينك… أن نحلق حقا وفق كل الحروف التي نقشناها علي جبين الأيام والأماني وزرعناها نورا ساطعا في. كل اركان مملكة البلاغه..
تغور الموجة عميقا.. ثم تعود متهادية على رمال شاطى من حنين.. أفترض انه لمَنا ولو إفتراضا ..
اقترض عنادي وتعبي من اسفاري.. أجوب الارض بحثا عن كنز اؤمن انني وجدته حتى قبل ان. اولد.. افتقد قلبا افترّشه ..وأهيئ ذاكرتي المطعمة بتساؤل حرون
لما عليها. الا تنتمي لنداءات السماء ؟؟
كانها تنتقم من حياة اوجعتها بان تنهار امام حب تخافه. او تخجل منه..
لكن الموجة تستمر. تتهادى ثم. تنكسر… ثم تتشكل وفق ايقاع النوارس. والعمر يعبر بنا نحو ملاجئ اكثر. فضاعة وقسوة وبردا… .ولا شيئ يلوح في الافق..
لا الفراشات المحلّقه..
ولا دندنات البيانو..
ولا ايقاعات.. ""ياني""
ولا حتي نداءات النبض في الفراغ المهّيب..
اؤمن ألا شفاء منك…
ادركت تعبك منذ اول حرف اشرق. شعاعا لا. مرئيا. لكنك كنت تكابرينه… تكابرين لا عدالة الحياة ..تنزفين حرفا يطلع منك هاذرا. مستّفزا ..وكاسرا
اشعر انني معك صرت في مخاض طويل. لا تفيد. معه لا الولادة الطبيعيه… ولا مشرّط الجرّاح.. وانني لهذا اشعر بغربة داميه.. وبحِيرّة فتاكة…
اشتاقك… ولا املك سوى الكتابة…
اشتاقك فتينّع بداخلي غابات من سلام
فهذا كل الذي تبقى لنا من دنيا المردّه … طالما حرفي اراه جناح حمامة تحلّق بي في الفضاء. اللانهائي الي ربوعك
أحنّ بجنون ان تزغرد عيوني بملامحك… ربما حينها تنمو بقلبي اغصان زيتون. تعيد للسماء زرقتها ..ويشتعل الفرح المتوّج بعيوني.. استوّطن توَهجك بلون البحر المسافر فيك
وارتشفَك حينها لآخر قطرة ..رشفة.. رشفة.. حتى الإرتواء
فيا إمرأة التوّهج والاسرار الدفينه…
مدّي لي ارجوحة من نغم وعانقيني..
تحاصرني الحيّرة كلما مددت خافقي..
ينساب دمي على ورق محدّقا في مراياك..
وانا امضي… .
اقتات من شفاه الجنون.
باحثا عنك في اتجاهات الارض.
ازرع حرقتي… ونبضي في آه من تعب
واتلو علي الرّياح العاصفه. آي السنابل
وأنا انتظر ان تفتحي بي ازمنة العمر .
الجأ لصمت الأصداف… اغرّف من طوفان الإنتظار..
ارنو للفراشات الطائرة من يديك.
لخصلات شعرك المبحرة في ملامحك..
علَها تحلق اقرب. واقرب...
لكن….. تتبادر إلى قلبي كل تلك الأيام التي ملأتني.
عندما استبّد بي الشوق وأحسست اني اريدك بكل ما في الكلمة من طلب..
الآن..
صرت اشعر بالحنين… ولا اجدك
بالرغم من بحثي. وحضورك… .
فخذيني.. على قلتي. صاخب كالبحر.. مشعّ كالبدر.. طافحا كالنهر.
خذيني بما تبقى في شراييني. من نبض لا يهدأ او يستكين.
خذيني بدخان الذاكرة ورماد الاعماق والامنيات وصدا الاوقات.
خذيني ولا تلقي بالا لوجع السؤال فوحدها النيران المندلعه بالاعماق تظل شاهدة علي ذكرى الوصال.. وحدها العبرات لافحة في زمن الاعتقال..
خذيني.. ففي بعدك تمتلئ التجاويف بجرذان الأسى ..يهطل الوجع حائرا.. على تمايل الظلّ ..ويصير الدرب نحو ألق التوّحد ضبابيا.. تهطل الآهات مكسورة الأجل وتصير اللحظات أنين ألم لا يحتمل.. فاهرع محتميا بسحر مفرداتك الى النهر الذي يتوفر على ممرات آمنه. للخروج من بحر الظلمات.. لا شيئ يسندني. في غيابك… اراك دوما مزروعة كعبير الورد في أخاذيذ الكلمات.. الكلمات التي قيلت ذات شهقة استنشقها كل مساء وابعثرها حولي عطرا..
يحملني حنيني إليك صوب جنون آخر… اتجاهل النبضات وامضي ..احترق في ضجيج التقاطعات ..اصير طاهرا. كالمياه.. عذبا كالنسمات.. سادرا في ليل الانتظار كاصوات الفلوات..
هذا. هو طريقي… اخبرتني ذات لهفة. ثم تواريت خلف أساك السادر في غيّه.. ولم. تتخلصي بعد من نزيفك منذ ان صار الحلم طيّفا في المشاع من الكلام..
كل شيئ تائه.. الوعود. والكلمات..
الالوان والزمان.. والعواطف..
كل شيئ يظهر في ازمنة الرذاذ. بلا طعم. ولا رائحة
ربما يجيئ اليوم الذي نكتشف فيه معنى التوّدد.. او التعدد.. او التجدد. او حتى التبّدد..
ربما يجيئ اليوم الذي يصير في سرّاب المتاهات… نابضا بالأمل.. ذلك الامل الذي يضل رغم. كل الوان الأسى محلقا في افق الفضاءات.. حتى يظل للعذوبة كل اثر فيك.. حتى تنفتح الفضاءات لنجمة إرتطمت بمساراتي .. وسطّرت برحيقها أحلى أغنياتي..
كم أنا شقي ووحيد في. مداراتي.
كم انا تائه ووحيد في غيابك….
أطفات الآن شموعي في كل الجهات..
اقفلت ضلوعي على مواجعي.. واحرقت في جنوني ممالك الاحلام.. إنتقيت لوني السابح في الظلام.. فانا لا اهادن او اصالح إذ تستبيح ممالكي.. لا استكين لعذب الكلام.. العن الحلم الذي يأتيني في المنام.. واكتفي من رحلة العمر بكل هذا الحطام..
هل آن اوان فهم آخر… يبدأ فينا من عسل الكلام..
من بكاء الروح في افق الغمام..
هل آن اوان الفراغ المهّيب الذي يخرج من جحيم الزحام..
موسم الفرح في العيون المطفأه..
فتعالي فقط…
لا شيي يستحق الحزن أكثر..
تعالي ننشد بكل نهر الحياة فينا.
بان. على الوجع. السلام….
إنتهى… بتاريخ/24/09/2023
بقلم/كمال عميره/الجزا ئر

تعليقات

المشاركات الشائعة