"""وجهان للضوء """الشاعر والكاتب *كمال عميرة*


"""وجهان للضوء """
ومن حزن العينين رسمت ألوان الفرح
ومن زرقة الشفتين رتّلت أغانيك الحزينة
أيتها الراحلة في الإمتداد
علميني كيف انقش الحلم
على صفائح هذا العمر الزنك
بحروف المداد
أخبريني كيف ينمو البنّفسج بين أضلاعك
حتى آخر القلب
في إنتظار الشمس
كي تصير الضلوع مزامير
وتصير الدموع همهمة في الحداد
لماذا تأخرت عن موعد الرعشات الأخيره ؟؟
لماذا شنقت العمر بالورد؟؟
لماذا سحرت الشفق ..
وسجنت الأفق ؟؟
داخل لوحة حدثتني كثيرا عن رحلة العمر
في زنزانة الإنطواء
عن لهفة مقيدة بأحلام الأجراء
وأحصي في دوامة العمر
أحلاما ليست بمستطاع
خوف ...قهر...حلم ..شهقة...أمل...
عذرا لم أعد بارعا في الحساب
فأمامي على مد أمامي
ينتشر الضباب
والطريق مؤطر بكل أنواع الزّيف
وأشكال الإنتحاب
وفي أحراشه وغاباته وعلى جانبيه
يختبئ الأسى..
والحراس الذئاب
عذرا...
كم أنا جاهل بالحساب ؟؟
""""""""""""""""""""""""""
لكن العمر قد يبدأ من دمعتين
من لهفة الشهقة ..من اسى النظرة
او من قيد اليدين
يبحث عن شيئ يغرّد
يمحي المرارة والحقد
وردة الحقل لا تنتمي للأسى
تفتّح أوراقها للحنين
كلّما أمطر الليل
وأمتزج الوجع بدمعة العين
خذيني على قلتي
وأملأي واحتي ..وشتاء عمري بالياسمين
خذيني لروعتك
فقد اثقل الدهر أوردتي وشراييني بالأنين
تعبت من العمر
من اللحظات التي تأتي ..ولا تأتي
من الإنتظار المرّ
من إمرأة تفتح الأفق وتخرج من شرنقتها
تقاتل الأمل بالجراح
كلّما مرت أناملها ترسم لوحتي
يهتز الصفصاف بداخلي
أرتجّف وألجأ إلى كل ما فيه دفء
أستر ألمي
أرتدي ثابي القديمة
هي لا تلائمني
لكنني أرتديها..
وأجلس في مهّب الرّياح
ها أنا أعلن قلبي تعويذة للرماد
وتر أنين
سنبلة طازجة وقت الحصاد
أيتها الراحلة في الإمتداد
فكّي شفرة الصوت فيّ
إستقرأي في العتمات ..أخبار البياض
ثم عرّشي في ضلوعي
وأقضي على ما تراكم عبر النهر
وعبر البحر
وعبر العمر من كتّل السواد
فكّيني من كل هذا الجماد
كي تخفق الأضلاع وتعرّش الشهقات إلى آخر جفن بالسهاد
من أيّ تشكيل جاء حزنك ؟
وأيّ كمّ من الأسى عجن لحمك
ومن اين أكتسبت عمق عينيك
وضحكة البسمة الأولى على شفتيك ؟؟
من أين جئت وسط كل هذا الدمار
يا من ترحلين وترحلين
في فضاء هذا المدار
يا إمرأ الصحو والشواهد
لوّني بالدمع والأسى
تلك التفاصيل الدقيقة لكل ما ترينه من مشاهد
تخلّصي من شكوك البعض في قلبك
فهذا البعض لا يدرك عمقه الفاسد
نفذّ ي ما كان إتفاقا بينك وبين الفضاء
وأرسمي لوحتك الخالده....
بدمعة القلب ..وشهقة العين
وأغلقي على فرحتك كل النّوافذ والمنافذ
وأبقي وردة العمر الطليقة
في كل هذا المدى الصامد....
""كمال عميرة"

تعليقات

المشاركات الشائعة