"""" ما سرقه الغيّاب""""""كمال عميره"""


"""" ما سرقه الغيّاب"""
هو النبض المدهش..حين يصير بداية الغوايات المركونة في قلب مجبول على الدهشة...
هو مرفأ الأمنيات الصاخب دوما بما يعبره من موج المدى..
هو إسمك الذي كلما عبر في غفلة يتوقف زمن الأحرف المشتهاة..يصيرللمكان قيمة..للأثير صوت....وضجيج يشرّد من حنين...
نكتب في حالات إندثار أحرفنا الصغيرة المخبأة ..وندرك أنه ما عاد للنسيان باب..
نرتّاد أبخرة الأماكن...نستجيب لنداء الأحرف بداخلنا...نعبر معها وفوقها على محطات الألم...
نكتب ولو أدركتنا شيخوخة الحلم.. ألست أنت من أخبرتني يوما ..أن الحرف بيننا هو سفر لا نهائي في الممكن..؟؟؟
هو هروب دامع من كل الذي يجعل أوقاتنا نزفا...
لست الأولى.....لكن....أحب أن تكوني الحقيقيه...تلك التي تعتلي أبراج الأبجدية لتقول أنه لم يعد للنسيان باب...
وأن كل محاولة للهروب هي محض إحتراق لا برد....ولا سلام فيها...
أنا لا أنسى....فوحدك أعدّت البهجة للكلمات التي إخضرّت أوراقها ثانية بعد خريف إصفرار طال صفير العاصفه في جنباته...
أتراه الزمن يعيد إختبار مدى صلابتي...ويرسم لي في البعد تعرّجات أخرى.. عبر تلك التي أجد نفسي مدفوعا فيها..؟؟
أتلّهف الصمت والأغنيات....وأمضي وحيدا شرّيدا.أداوي الهنّات والخذلان...علّني في القرار الحكيم الصادر عن ممالك الحنين أنسى كل مرافئ الألم التي أبحرت بي ذات يقين جازم...أدخل عبر دروبها محطات الصبر والإنتظار المرّ....فأنا ما عدت قادرا علي الإيمان والعمر يمضي حرائق لا متناهيه
ما عدت قادرا واللعثمة تسدّ طريق الأغاني علي لعبة الإحتمالات والتماهي مع الأحلام..
صرت فقط أمام ضوء واحد..أراه كافيا لبعث النّور في جنبات الروح...أن نعود معا إلي بداية الخلق...علّ وجهك يشرق ..علّه ينبت في طيات سحابة تحتل أفقا مرفوقا بالدهشة أمدّ نحوها كفي..وأدعوها كي تمطر...
"""""""""""""""""""""""""""
أستمر في دهشتي...أحدثك بكل تلك الخلجات التي تطلع من الذات الحائره...أغرق في ثنايا الكلمات...وأنسى إنسلال الدقائق والثواني وأنا اشعر أن القدر قد جلّب معه فراشة بحجم السماء...
أعود لأقرأ حديثنا....تتناهي إلي سمعي وشوشة خافقه...ليتني أخرجك من الكلمات كي تصيرين واقعا أجمل....ليتني ألتقي عينيك في المدّ الراحل نحو شهية الإحتراق...
منتصف الليل...وبعض الأسى....أجوب دهاليز مدينتي والضوء الخافق كان إبتداء اللّهفة...يلقي بظلاله على الأشجار المتراصفه...روحي منهكة وأنا أعبر نحو فراغ حارق...صمت المكان يجرفني نحو أزيز إشتعال كلماتنا المتقاذفه...تلك الكلمات التي تبادلناها حربا وسلاما...
تعبرني ملامحك..ولا أدري كم من الوقت يلزمني كي أجد دربي....أنصاع مقيّد الشهقات إلي قلبي..وأبتهّل لمجيئك دوما كطفل...
أقرأ حرفك المنثور في قدسية الأمكنه...أرى نزفه....ظلامه وأساه...أشعر كم أنت نازفه وعميقة المغزي أحاول أن اداوي جراحا ما رتّقتها الخلجات أرتكب حماقة القرب أو البعد...تختلط الأشياء فأنا ما رغبت بقيلولة النبض...أشعر أن الدماء السارية في عروقك تسيل على شطآن الغرق..ولا أملك إلا عزاء غبيا....إلا حرفا يتماهى مع ظلالك أردته ان يقول عني بعض الذي قد يكون مسارا حيا في ملكوت الحياة...
ينتّشلني حرفك المجدول من حيرتي....وغربتي...حرفك الذي يشبه الضفائر....أقرأه بتلّهف غريق وجد أمامه لوحا..رأي فيه كل النجاة...
أبادلك الغرق فالحرف ترياق ...أليس هذا ما يقولونه ؟؟
تمتد بنا الأحرف المشاكسه كنسمة عليله....وفجأة تخترقنا اللّعنات....أحار من اين يطلع ماردك المختفي بين الظلال والربوع..ولا أملك...لا لومك...ولا عتابك...
فقط...أتوّجع بلا قدرتي على الفهم..وأغوص في صمتي...وفي غربتي أؤمن أنك أفضل من كل الذي حدث....وأن الأزمنة أسوأ مما قد حدث... وأن كل الصلوات التي تستقر بقلبك هي بوصلتك نحو أريج نهاية تليق بك...وما كنت أنشد شيئا...سوى أن اراك وردة المدى....وردة تليق بعطرها الأخاذ وفتنة النور والكبرياء..
كل الذي رغبت به..أن يصل فينا الكلام المباح إلي مبتداه...وأن يصل فينا الكلام الذي يستحيل إلي حجارة تكسر أعماقنا المنكسرة إلي منتهاه...وأن يتسرّب منا الحرف إلي ما يشبه ضفائر المدّ...إلي المروج الخضراء لنبل نحن علي يقين أننا نستحقه....
أتراك تعبرين إلي ضفة أخرى ؟؟
ضفة محصنّة مكتوب علي كل الدروب المؤدية إليها "ممنوع للعموم""
وأنني إذ أكتب وأجدّل الحرف ترياقا فقط أحصي ما تبقى لي من فرص لبلوغ النهاية....
أتراها هزيمة أخرى ؟؟
تؤطر المسار اللّولبي نحو تراجيديا الحكاية...
سبقك الكثيرون.....هزّمت ...وخذّلت...ثم أطلع مجددا من رماد التواريخ والإحتمالات كعنقاء الرماد...فأنا ما تعودت التنكر أبدا للماضي...هم بعض ما أنا عليه أما القادم...فهو كل الذي سأكون عليه فقط...بتّ أخاف أن ترحل وردة يشعل عطرها قلبي....
في لحظة فكر ربما...أو قد تكو طيشا..أنظر للحياة ولما يمكن ان يعطيها طعما خاصا....لما يجعل جزيئاتها مشتعله فأجد أنها ليست سوى لهفة مستشرية تركن أغصانها بداخلنا...
ليست سوى شخصا يملأ حياتنا لهفة وإثاره..معه ندرك أننا أخترناها بشكل صحيح....وأننا عشناها قبل أن تحين لحظة الوداع الأبديه..تصير كل لحظاتنا...كل تجاربنا.وأوجاعنا ...أفراحنا ....إنتصاراتنا....خيباتنا...خساراتنا....تصير عنوان حياة مزدحمه بنا...تصير ذكريات لا يطالها سوط النسيان...تعرّش دوما بداخلنا كسحابة تملأنا بالحنين...
لا أعرف اين أنتهي؟؟
لكنني أثق دوما أن الله لن ينساني...وأنني بالتالي لا أنسى....وسأكون دوما هنا مهما باعدت بيننا الحياة....فسأكون هنا ..قلبا نابضا....و روحا مرسله....لن أقوى علي الرحيل...فما كنت فاسدة لأخاف منك...لكنك نقية حد الطهارة بقلبي لأخاف عليك....
لذا كنت حذرا جدا كي لا نصير مجرد توقيت مؤقت يهبّ في لحظة خواء مقيت...
أعلم أني وضعت مدا بيننا...ما كان لي أن أتوه مجددا في بحر الأسئله...؟؟ بعد الإرتطام الحاد الذي ما أنتشلني منه أحد فبقيت زمنا في القاع أصارع الجراح والأنّات والدندنّات....
هناك حيث لم يكن سوى الغرق....جئت أنت.....فصارت مهاد الأرض مرايا....
لست هينّة في قلبي لأتنازل عنك....أبدا لست هينّة..
ولا أهتم حين أخطيء فنحن لا نتعلم او نتعمق إلا بالأخطاء...وحدها تعلمنا معنى أن نكون مع من يرمّم جراحنا..
فأنا مثلك تماما...لا اريد لجوءا لأحد...ولا لأرض...
وحدها السماء تليق بكل الذي يعبرني فالوقت نرد صغير لا نعرف حين نرميه على اي رقم يستقر...ههه نرد مقامر...
فقط بتّ أدرك أن الحياة ...كل الحياة هي مجرد قفزة على خيط رفيع معلق في فضاءات القدر..لا شيء قبلا...لا شيء بعدا...
قد شاء الله أن نلتقي.....ولو شاء لكنا في بحر الغيّاب نرتمي...
لكنني محاط بفراغات لا أقوى علي ملئها.....
وبأناس يصعب علي الإنسياق إلي ممالكهم.....
وليس ثمة معطف...أو..حرف ....أو قصيده...
ليس ثمة ما يغرقني أو ينجيني...
ليس ثمة ما يسّاقط في قلبي حرفا شذّيا..
وها أنا غريب....أنتظر أن يأتيني صوتك من جديد...
حرفك ماء الإشتياق...
وغيابك..حزنا غامرا في الأحداق...
موسم الذبول في ربيع الأوقات....
نلتقي..."""كمال عميره"""
جيجل...في 01..10...2018


تعليقات

المشاركات الشائعة